السمنة من الظواهر السّلبية في مجتمعاتنا والتي تُعبّر عن حالةٍ غير صحيّة هي ظاهرة السّمنة الآخذة بالانتشار بشكلٍ كبيرٍ في مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة، فبعض الإحصاءات تُشير إلى أرقامٍ خطيرةٍ في نسبِ من يعانون من زيادةِ الوزنِ المرضيِ أو السّمنة، وربما تصل هذه النّسبة إلى ما يقارب النّصف، وخاصّةً في المجتمعات الخليجيّة التي تزيد فيها الأنماط الاستهلاكيّة عن المجتمعات العربيّة الأخرى. في هذا المقال سنتحدّث عن الأسباب التي أدّت إلى انتشار السّمنة في مجتمعاتنا العربيّة والإسلاميّة، والحل النّاجع لها.
أسباب تفشي السّمنة في مجتمعاتنا لا شكّ أنّ هناك عواملٌ كثيرةٌ أدّت إلى انتشار ظاهرةِ السّمنة في مجتمعاتنا، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- قلّة النّشاط البدني؛ فعلى الرّغم من أنّه من سمات العصر الذي نعيش فيه أنّه عصر السّرعة والثّورة العلميّة والتّكنولوجيا التي أراحت الإنسان بشكلٍ كبير وقلّلت اعتماده على الجهد البدني، إلاّ أنّ ذلك كلّه لا يُبرّر بحالٍ من الأحوال الرّكون إلى سلبيّات التّكنولوجيا؛ فالإنسان يستطيع الاعتماد على التّكنولوجيا والاستفادة من التّقنيات المختلفة في تسيير أعماله كالحاسوب والهاتف الخليوي والسّيارة، وغير ذلك والتي تَفرض على الإنسان الجلوس لفتراتٍ طويلةٍ قد تؤدّي إلى السّمنة.
ينبغي معرفة كيفيّة التّعامل مع هذه الأدوات الحديثة وتطويعها لخدمة الإنسان مع تجنّب استخدامها لفتراتٍ طويلة، أو أخذِ فتراتِ استراحةٍ بين الحين والآخر، لِيُمارس فيها الإنسان شكلاً من أشكال النّشاط البدني الذي يُساعد على حرق السّعرات الحراريّة ومنع تراكم الدّهون في الجسم.
- الأنماط الاستهلاكيّة الخاطئة؛ فكثير من مجتمعاتنا العربيّة أخذتْ تنحو منحىً استهلاكياً عجيباً في حياتها، خاصّةً في وجوه الإنفاق على المأكل والمشرب، وليس بخافٍ علينا ما تنفقه كثيرٌ من الأسر العربيّة على الطّعام والشّراب، وما يسبّبه ذلك من اكتساب مزيدٍ من السّعرات الحراريّة التي تُؤدّي إلى السّمنة، كما أنّ غياب المعرفة عند البعض بنوعيّة الطّعام الصّحي الذي يحتاجه الإنسان ويكون كافياً له لممارسة نشاطه البدني قد تؤدّي إلى فوضى في تناول الطّعام والشّراب، بحيث ترى الإنسان يأكل أصنافاً مختلفةً من الطّعام، مثل الوجبات السّريعة التي تحتوى على سعراتٍ حراريّةٍ عاليةٍ دون أنْ يُدرك خطورتها على بدنه وصحته.
حلول لمشكلة السّمنة في مجتمعاتنا العربيّة - التوعية الصّحيّة من قِبل المجتمع بخطورةِ ظاهرة السّمنة مع بيان الأسباب المؤدّية إليها وكيفية اجتنابها، ويتم ذلك من خلال النّشراتِ التّوعويّةِ، والتّثقيف الصّحي عن طريق وسائل الإعلام المختلفة.
- تشجيع المواطنين العرب على ممارسة الرّياضة بشكلٍ يومي؛ فهي من أنجع الوسائل التي تُحارب السّمنة وتقي منها.